{وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ}: البركة في اللغة هي الزّيادة والنّماء ومشتقة من البروك وهو اللزوم والثّبوت، أيْ: تعني كلّ خير إلهي ثابت ولازم ولا يسند فعل البركة إلا إلى الله وحده.
وباركنا عليه، أيْ: على إبراهيم بكثرة الذّرية بأن جعل من صلبه أكثر الأنبياء والرّسل وباركنا عليه بالنّعم والبركات الدّنيوية والأخروية، فقد أصبح خليل الرّحمن وأولو العزم من الرّسل ومن المقربين.
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا}: من ابتدائية، ذريتهما: أيْ: إبراهيم وإسحاق، والذرية هم: النّسل، أي: الأولاد.
{مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ}: محسن: المؤمن المتقي الّذي لم يقتصر إحسانه على نفسه، وإنما تعداه إلى غيره وأصبح محسناً كماً وكيفاً ومراقباً الله تعالى في أعماله. ارجع إلى الآية (١١٢) من سورة البقرة لبيان معنى المحسنين، وظالم لنفسه: إمّا بالشّرك أو بالعصيان أو بالتّقصير في عبادته، مبين: ظاهر الظّلم أو بين العصيان، ظلمه ظاهر لكلّ من يطلع عليه ويعرفه، وظلمه غير خفي ولا يحتاج إلى دليل أو برهان.
ومن هذه الآية وغيرها يتبين أنّ قول إبراهيم -عليه السلام- حين ابتلاه ربُّه بكلمات فأتمهن قال: إنّي جاعلك للناس إماماً، قال:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ}[البقرة: ١٢٤].