للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنعام [٦: ٦٦]

{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}:

{وَكَذَّبَ بِهِ}: القرآن.

{قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ}: والحق: هو القرآن، أو الوحي، وهو الأمر الثابت؛ الذي لا يتغير، ولا يتبدل.

فالقرآن: حق ثابت، لا شك فيه، ولا ريب فيه، ولا يتغير، ولا يتبدل: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤٢].

{قُلْ لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}: قل لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ أيْ: لا سبيل لإجباركم على الإيمان. {لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}: أيْ: حفيظ، ولا موكل إليَّ أموركم، ولا حسابكم, ولا كافيكم، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٠٨) في سورة يونس وهي قوله تعالى: {وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}: نجد أن (ما) في النفي أقوى من (ليس)، وكذلك الجملة الاسمية {وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}: تدل على الثبوت، وأقوى من الجملة الفعلية لست؛ فقوله: {وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}: أشد نفياً وأكد؛ فقد جاءت {وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} في سيق الضلال والهداية, ولست في سياق التكذيب بالقرآن.

وكلمة {قَوْمُكَ}: فيها تقريع لهم؛ لأنه شملهم جميعاً.