بعد بيان إعراض المنافقين عن الاستماع للقرآن فإنّه من الأفضل لهؤلاء المعرضون عن كتاب الله أن يتدبرونه ويتأملونه ليعلموا الحق من الباطل. وما هو خير لهم وما هو شر لهم.
{أَفَلَا}: الهمزة للاستفهام الإنكاري والتّوبيخ؛ لعدم تدبر القرآن والتّعجب، ألا: أداة تنبيه وحضٍّ وتحمل معنى الأمر (أن تدبروا القرآن).
{يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}: التّدبر: يعني الفهم والتّأمل والتّفكر في آيات القرآن، والتّدبر يعني: النّظر في المعنى ومدلول اللفظ ظاهره وباطنه ومعطياته. وتطبيق أوامره والعمل به والتدبر في فضيلة الجهاد في سبيل الله.
{أَمْ}: الهمزة: للاستفهام؛ أم: منهم من قال: أم المنقطعة، ومنهم من قال: أم المتصلة للإضراب الانتقالي، أو الإبطالي (يعني: هم ليسوا متدبرين للقرآن)؛ لأن قلوبهم مقفلة.
{عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}: الأقفال هي العوائق الّتي تحول بين الإنسان وتدبر القرآن، والأقفال مثل المعاصي والمنكرات كل واحدة هي قفل وهي مكتسبة.
وكلمة قلوب: نكرة لتشمل قلوبهم وقلوب غيرهم، وشبه القلوب بالأبواب المقفلة فهي لا تفهم ولا تتأمل ولا تتفكر بالقرآن.