{يُوَسْوِسُ}: في صدور الناس: في قلوبهم؛ أي: عقولهم، ولم يقل يوسوس إلى صدور النّاس، بل قال:"يوسوس في صدور النّاس"؛ أي: في داخلها.
يوسوس فعل مضارع يفيد التّجدد والتّكرار والاستمرار.
النّاس: من ألفاظ الجموع التي ليس لها مفرد، وكلمة الناس مشتقة من النوس: وهو الحركة، والناس قد يكون من الإنس ومن الجن، وأصله أناس حذفت الهمزة للتخفيف.
ولا يكتفي الشّيطان بالوسوسة بل له أساليب أخرى كما بيّنت الآيات الأخرى منها: التّزيين حيث يزيّن له الشّبهات والمنكرات، ويجعل المعروف منكراً والمنكر معروفاً، ومنها الأزُّ:{تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}[مريم: ٨٣] أي: تثيره على فعل المعصية وتهيّجه فلا يفكر إلا بها، فيشتد غليانه لفعلها، ومنها مرحلة النّزغ كأنّ الشّيطان بآلة حادة بحربة ويركضه برجله؛ ليسرع به على ارتكاب المعصية، ثم تأتي مرحلة المسِّ المباشرة بالمعصية.