للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة هود [١١: ٥٦]

{إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّى عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}:

في هذه الآية يعلن هود توكله على الله ربه، الرّب المعين، والمتولِّي أموره، ومصرفها، والنّاصر.

{إِنِّى}: للتوكيد.

{تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ}: على أن يحرسني، ويحفظني، ويكلؤني من كيدكم بعد أن قدمت الأسباب.

{رَبِّى وَرَبِّكُمْ}: ولم يقل: ربنا؛ لأنّهم لا يؤمنوا بأنّه الرّب، وربي وربكم؛ أي: هو ربكم رغم إنكاركم له؛ فهو رازقكم، ومتولِّي أموركم.

{مَا مِنْ دَابَّةٍ}: ما: النّافية.

{مِنْ}: استغراقية للمفرد، والجمع، والمثنى؛ تستغرق كلّ دابة، والدّابة: تشمل كلّ من يدب على الأرض من إنس، وجن، وحيوان، وطير. ارجع إلى سورة العنكبوت آية (٦٠) لمزيد من البيان.

{إِلَّا هُوَ}: إلا: أداة حصر؛ هو: ضمير فصل؛ يفيد التّوكيد.

{آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}: النّاصية: منبت الشّعر في مقدَّم الرّأس فوق الجبهة؛ كناية عن القهر، والغلبة؛ أيْ: في قبضته، وملكه؛ أيْ: مسيطر عليها، ومتصرف بأمرها، وقادر على إحيائها، وإهلاكها؛ فهي خاضعة له إما اختياراً، أو قسراً.

النّاصية في الإعجاز العلمي: هي مقدَّم الفص الجبهي من الدماغ؛ الّذي هو يحوي مركز الإدراك، والفهم، والذاكرة، والإرادة، والأمور العاطفية، والحكم.

{إِنَّ رَبِّى عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}: إنّ: للتوكيد.

{رَبِّى عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}: أي: على طريق الحق، والعدل، أو يهدي إلى طريق الحق، والعدل، ويبين لهم ويدلهم على الصّراط المستقيم: الإسلام، أو لا يفوته ظالم، وينصر المظلوم، ولا يخفى عليه أحد من خلقه إذا أراد العبد الهرب، والضّلال، أو تعني: على صراط مستقيم لا يريد إلا العدل لكل عبد، وأن يدلَّه على طريق النّجاة، بل يُري كل دابة طريق النجاة.