{عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}: الفلك المصنوعة من ألوح خشبية عريضة، ودسر: جمع دسار وهو المسمار ودسره: دق المسمار ودفعه، وأصل الدّسر: الدّفع الشديد بقهر فالمسمار يدق ويدفع بقوة، ولم يقل: وحملناه على الفلك أو السّفينة وإنما استعمل الصّفات التي تقوم مقام المواصفات، أيْ: إطلاق الجزء وإرادة الكل؛ لأنّ الجو مخيف ومُرعب، وأنّ الله سبحانه هو المنجي، فالسّفينة مركبة من ألواح خشبية عديدة ومسامير.
وشبَّه الأمواج كالجبال فهي تجري بقدرة الله تعالى تجري بأعيننا بمرأى منا، وهذه هي المعجزة وهي صمود هذه السّفينة المكونة من ألواح ودسر وعدم تسرب الماء إليها وغرقها، والتي صنعت من قبل نوح الذي لم يصنع سفينة قط في حياته ولأول مرة، ولم يركب سفينة قط فسبحان من سيرها وحفظها من الغرق في هذه الأمواج التي كالجبال.