بعد دعوتهما إلى الإيمان، وعبادة الله وحده يعود إلى تفسير الرّؤيا الّتي طلبوا منه سابقاً.
{يَاصَاحِبَىِ السِّجْنِ}: نداء فيه حنان وعطف. ارجع إلى الآية (٣٩) السّابقة.
{أَمَّا}: حرف شرط وتفصيل، وتوكيد.
{أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْرًا}: أمّا الّذي كانت رؤياه أنّه يسقي ربه خمراً؛ سيخرج من السّجن، ويفرج عنه، ويعمل كساقي للخمر عند الملك، وقيل: هو نفسه كان يسقي الخمر واتُّهم بمحاولة قتل الملك فسجن، وهو بريء.
{وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ}: الّذي كانت رؤياه (يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطّير منه) سيحكم عليه بالموت.
{فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَّأْسِهِ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، وقيل: إنّ هذا الآخر كان خباز الملك الّذي حاول قتل الملك بدسِّ السم للملك، وسجن بهذه التّهمة.
فعندما أخبرهما بالحكم، وتفسير الرّؤيا قالا له: كذبنا، وما رأينا شيئاً؛ عندها قال يوسف:
{قُضِىَ الْأَمْرُ الَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}: قضي الأمر: فرغ منه، انتهى الأمر صدقتما، أو كذبتما.
{الَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}: تطلبان فيه الفتوى، ولعلك تسأل لماذا صلب الآخر، وكيف نجا الأوّل؛ فقد روي أنّ الخباز والسّاقي كانا يعملان في بلاط الملك، وطلب منهما وضع السّم للملك لقتله؛ فأجاب الخباز، وعزم على ذلك، وأبى السّاقي، وأخبر الملك بالمؤامرة؛ فأمر الملك بحبسهما في ذلك الوقت الّذي كان يوسف قد دخل السّجن.