{مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: المُلكُ: الحكم؛ أيْ: هو الحاكم، حاكم السّموات والأرض؛ ضم الميم في كلمة مُلك: تعني: الحاكم، أو الحكم، وكسر الميم في كلمة مِلك: تعني: الملكية، كما في قوله تعالى:{لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ فالله إذا منعك من الاستغفار لأولي القربى؛ لأنّه هو الحاكم؛ فهو النّافع، أو الضّار وحده، والاستغفار لأولي القربى لا ينفع، ولا يضر إذا لم يقبله الله سبحانه، أو يستجيب له، فكيف إذا حرمه، ومن مظاهر كونه الحاكم، ولا حاكم غيره؛ لأنّه هو الّذي يُحيي، ويُميت.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ}: أيْ: في هذه الحياة الدّنيا.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ}: من غير الله من استغراقية، ولي المعين المحب، والقريب.
{وَلَا}: تكرار لا يفيد زيادة النّفي، وفصل كلّ من الولاية عن النّصرة.
{نَصِيرٍ}: النّاصر. ارجع إلى الآية (١٠٧) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
انتبه إلى الفرق بين قوله تعالى:{وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ}، وقوله تعالى:{مَا لَهُمْ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ}، حين يستعمل من دون تأتي في سياق الدّنيا، أما قوله: ما لهم من ولي ولا نصير، فتأتي في سياق الآخرة، ففي الآخرة ليس هناك غير الله وحده من ولي، ولا نصير، أمّا في الدّنيا فقد يكون هناك من يواليه، وينصره إضافة إلى الله، ولذلك يستعمل من دون الله.