سورة آل عمران [٣: ١٥٧]
{وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}:
{وَلَئِنْ}: الواو: استئنافية، واللام في لئن: للتوكيد، وإن: شرطية تفيد الاحتمال، وقلة الحدوث.
{قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: في الجهاد في سبيل الله.
{أَوْ مُتُّمْ}: في سفر، أو في إقامتكم.
انتبه إلى ضم الميم في كلمة مُتم. انظر في ملحق هذه الآية؛ لمعرفة الفرق بين مُتم، ومِتم.
{لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}: لمغفرة من الله ورحمة: اللام في لمغفرة: جواب الشرط؛ أي: إن قتلتم في سبيل الله، أو متم في سبيل الله كلاهما وسيلة لنيل المغفرة من الله التي تمحو الذنب عنكم.
ورحمة: التي ترفع الدرجات، ورحمة: نكرة؛ أي: رحمة من الله مُرحب بها.
هذه المغفرة والرحمة خير وأفضل من البقاء في الدنيا، وجمع المال والعرض.
{خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}: يجمع المنافقون من حطام الدنيا، والمال والمتاع، مما: (من وما): من البعضية، ما: اسم موصول، أو مصدرية.
وفي هذا حث على الجهاد في سبيل الله، والموت لنيل الرحمة والمغفرة.
ومن الناحية البيانية: لا بد من معرفة لماذا ضم الميم في مُتم في هذه الآية.
بينما في الآية (٣٥) من سورة المؤمنون كسر الميم، فقال: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ}.
لأن حركة الضم هي أثقل الحركات المستعملة في اللغة العربية، والموت في سبيل الله بسبب الحروب والجهاد والشدة هو أثقل وأشد أنواع الموت، فجاء بأثقل الحركات؛ لتناسب أشد الأفعال (الموت في سبيل الله والقتل)، وبما أن حركة الكسر هي أخف الحركات المستعملة في اللغة العربية، والموت الطبيعي على فراش الموت أو العادي هو أخف من الموت في سبيل الله، فجاء بأخف الحركات؛ لتناسب أخف أنواع الموت شدة.