بعد أن ذكر الله سبحانه في الآية السّابقة {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ}، ومن أعظم نعم الله تعالى الّتي كفروا بها هي أن:{جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ}.
{وَلَقَدْ}: لقد: اللام: للتوكيد؛ قد: للتحقيق، والتّوكيد؛ أيْ: تحقق ذلك.
{جَاءَهُمْ رَسُولٌ}: جاءهم، ولم يقل: أتاهم، جاء فيها معنى: المشقة، والصّعوبة، والإتيان: فيها معنى السّهولة، وجاء يعني: وصل إليهم، جاءَهم على فترة من الرّسل، وكانت أخلاقهم أخلاق الجاهلية. جاءهم: ليقوم ويصلح فسادهم، ومبادئهم.
{مِّنْهُمْ}: من العرب من قريش يعرفونه وعاش بينهم ولقبوه بالصادق الأمين.
{فَكَذَّبُوهُ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب؛ كذبوه ولم يصدقوا به، ويتبعوه.
{فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ}: فأخذهم: الفاء: للترتيب والمباشرة؛ الجوع، والخوف، ولم يقل: فأخذهم الله بالعذاب؛ قال: أخذهم العذاب؛ كأنّ العذاب نفسه يريد أن ينقض عليهم؛ لأنّهم عاملوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بالمعاملة السيئة.
{وَهُمْ ظَالِمُونَ}: وهم: الواو: واو الحالية للتوكيد، وهم: ضمير للتوكيد.
{ظَالِمُونَ}: جمع ظالم: كافرون، ومشركون صفة الظّلم أصبحت ثابتة عندهم. ارجع إلى سورة البقرة آية (٥٤) لمعرفة معنى الظلم.