{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ}: قال الملك ما خطبكنَّ: أيْ: علم الملك بقصة النّسوة، وامرأة العزيز فاستدعاهنَّ للحضور؛ للتّحقيق في الأمر، قال: ما خطبكنَّ.
{مَا}: استفهامية؛ بمعنى: التّعجب.
{خَطْبُكُنَّ}: الخطب الحدث الجلل، والأمر العظيم، والخطب مشتق من المخاطبة؛ أيْ: أمرٌ يحقُّ أن يخاطب به صاحبه.
{إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَّفْسِهِ}: إذ بمعنى: حين. خاطب الملك النّسوة وسألهنَّ: هل يوسف هو من أراد الكيد، أو الغرر، أو السّوء بكنَّ خاطب جمع النّسوة، ولم يفرد امرأة العزيز الّتي راودته وحدها، فلماذا جمعهنَّ؛ لأنّ باقي النّسوة لم يُنكرن على امرأة العزيز ما فعلت، ورضين بذلك.
{قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ}: ارجع إلى الآية (٣١) من نفس السّورة؛ أيْ: حاشا لله أن نراود يوسف عن نفسه.
{قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْـئَانَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}: قالت امرأت العزيز: ارجع إلى الآية (٣٠) في نفس السورة للبيان. حصحص الحق؛ أي: انكشف الحق (الأمر الثّابت واليقين)، أو: لم يعد هناك مجال للستر، ولا بُدَّ من الاعتراف بالحق.
الحصُّ: هو استئصال شعر الرّأس بحلق، أو مرض؛ حتّى تتبيَّن جلدة الرّأس، أو بانت حصة الحق من حصة الباطل، فامرأة العزيز لما رأت النّسوة قلن: حاشا لله، علمتْ أنّه لم يبق إلا هي وحدها فأقرتْ بذلك، وانكشف أمرها وظهر الحق.
وقالت:{أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَّفْسِهِ}: ارجع إلى الآية (٢٣) من نفس السّورة؛ قالت ذلك من دون أيِّ تأكيد؛ فهي تريد أن تنسى المسألة.
{وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}: وإنّه: للتوكيد.
{لَمِنَ}: اللام: لام لزيادة التّوكيد، إنّه لمن الصّادقين في قوله حين قال: هي راودتني عن نفسي، أو إنّه بُرِّئَ من كلّ شيء اتُّهم به.