{أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}: الهمزة والإنكار والتّعجب، وأفترى: تعني تعمّد الكذب حين زعم أنّا سنبعث ولفي خلق جديد؛ أي: لا ندري أهو مفترٍ على الله أم به جنة (أي مجنون أو به جنون) قالوا ذلك عن الرّسول، وهم أنفسهم كانوا يصفون رسول الله بالصّادق الأمين، ثمّ يردّ الله سبحانه على هؤلاء فيقول بل: الّذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضّلال البعيد.
{بَلِ}: للإضراب الإبطالي؛ أي: ليس رسول الله هو الكاذب ولا المجنون البتة، بل هم الّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم الكذَبة الجهَلة.
{الَّذِينَ}: اسم موصول يفيد الذّم والتّحقير.
{لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}: لا النّافية، لا يؤمنون بالآخرة: لا يصدقون؛ أي: يجحدون بالبعث والحساب ويوم القيامة، بالآخرة: الباء للإلصاق والدّوام.
{فِى الْعَذَابِ}: مقابل اتهامهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالافتراء.
{وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ}: مقابل وصفهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة؛ أي: الجنون، أي: هم في الضّلال البعيد عن الحق أو البعيد في الدّنيا والّذي من الصّعب العودة منه إلى طريق الهدى، وليس هو -صلى الله عليه وسلم-.