للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الإنفطار [٨٢: ٦]

{يَاأَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}:

{يَاأَيُّهَا}: يا: النّداء للبعد والهاء للتنبيه: نداء إلى المؤمن والكافر والمطيع والعاصي.

{مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}: ما: استفهامية، ما حملك على الجرأة على معصية ربك، وعدم طاعته أو جعلك تأمن عقابه أو تغفل عنه أو تنساه، أو ما أطمعك في هذا الإله الكريم وجعلك تظن أنه سيغفر لك ذنوبك.

ولا شك أنّ الطّمع في مغفرة الله تعالى أمر مباح كما قال إبراهيم -عليه السلام- {وَالَّذِى أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: ٨٢]، والطّمع فيه؛ لأنّه سبحانه كريم {فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ} [النحل: ٤٠]، فالمؤمن يحق له أن يغرّه كرم ربه، ولكن عليه أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، أو يزن أعماله قبل أن توزن عليه.