{يَاوَيْلَنَا}: الويل الهلاك والعذاب، والعرب تستعمل كلمة الويل لكلّ من وقع في هلكة أو فضيحة أو حسرة، والويل مصدر لا فعل له لا يثنى ولا يجمع، والقول: يا ويلنا تستعمل للتحسر على غفلة وقيل: واد في جهنم.
{إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ}: طاغين من طغى: جاوز الحد وأسرف في الظّلم أو المعاصي أو الكفر، كما في قوله: إنّها لما طغى الماء حملناكم في الجارية: ارتفع الماء وتجاوز الحد المعين وسبب الفيضان.
فهناك منهج رباني هو الغني يعطي الفقير حقه زكاته أو صدقة ماله والقوي يساعد الضّعيف والعالم يعلم الجاهل وهكذا.
وهناك المنهج الطّغياني: أن تأتي إلى الفقير وتأكل أو تأخذ من أجرته أو لا تعطيه حقه؛ لكي تزداد غنى، وهو يزداد فقراً، والمصيبة أحياناً أنّك لم تتركه بحاله لا بل تحاول أن تأخذ من الضّعيف أو الفقير حقَّه ويا ليت تركته على حاله وضعفه فهنا أصبح الظّلم ظلمين أوّلاً لم تعطه أجرته أو حقه، كما هو المفروض، أو طلبت منه أن يعمل لك زمناً من دون أجر لتغنى أنت، وهذا ظلم آخر أيْ: ظلمٌ مركب.
إنا كنا طاغين: أيْ: حين منعنا المساكين من حقهم وحاولنا أخذه ولم نشكر نعمة الله علينا فقد كنا طاغين.