{فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ}: انصرف وابتعد، أي: أعرض بركنه: بجنده أو أعوانه. والرّكن وما يُركن إليه الشّيء ويُتقوَّى به أو الرّكن يعني: جانب البدن الأقوى، والرّكن يعني: العزة والمنعة, أي: أعرض عن الآيات وجحد بها هو وجنوده.
{وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}: اتهم فرعون وموسى بأنّه ساحر وما جاء به السّحر, أو مجنون: أي: موسى ساحر ومجنون معاً أو ساحر أحياناً ومجنون أحياناً أخرى.
انظر إلى كيفية كتابة كلمة ساحر في هذه الآية وقارنها بكتابة كلمة ساحر أو مجنون التي وردت في الآية (٥٢) من نفس السّورة تجد أن الألف مقصورة في آية (٣٩) التي تخص موسى، وأنّ الألف ممدودة في الآية (٥٢) التي جاءت في قوله تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} وقد تعلل بما أن الآية (٥٢) قيلت في رسل كثيرين، فلما ازدادوا في العدد زيد في رسم الكلمة بالألف الممدودة الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى.