{فَكَأَيِّنْ}: الفاء: استئنافية، كأيّن: مركبة من (كاف) التّشبيه و (أي) الاستغراقية، تفيد التّكثير (مثل كم الخبرية)، وتفيد الاستفهام والتّفخيم. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٤٦) لمزيد من البيان.
{مِنْ قَرْيَةٍ}: من الابتدائية، قرية: تعني أهل القرية، وهي أصغر من المدينة، قرية: نكرة؛ تعني: أيّ قرية.
{أَهْلَكْنَاهَا وَهِىَ ظَالِمَةٌ}: انظر: هذه الآية تشير إلى أمرين: الأول: استعمال فكأين (فيها؛ أي: التي تشير إلى الكثرة). الثاني: أهلكناها وهي ظالمة بدون ذكر أي إمهال؛ أي: انظر إلى كثرة القرى التي أهلكناها بدون تأخير أو إمهال؛ أهلكناها بسبب ظلم أهلها وكفرهم وتكذيبهم، وارتكابهم المعاصي والشّرك والطّغيان، أهلكناها: من الهلاك؛ يعني: الموت أو زوال السلطان أو إهلاك الحرث والنسل، فالهلاك قد يصيب الإنسان والحيوان والزرع والقرى. وليس بالضرورة يعني العقاب. ارجع إلى الأعراف آية (٤) لمزيد من البيان.
{فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى}: بعد إهلاك وقتل أفرادها، فهي:(هي) ضمير يفيد التّوكيد، بقيت غير مسكونة من بعدهم إلى أن سقطت سقوف أبنيتها ثمّ تلتها الجدران، خاوية: ساقطة أو خاوية من السّكان، على عروشها: سقوفها وجدرانها.
{وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ}: بئر مهجورة متروكة معطلة بسبب موت أهلها، مما أدى إلى غور مائها وذهابه، ولا زالت آثار البئر قائمة.
{وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}: أصل الشّيد: الجِصّ، قصر مجصّص، ومعطّل: غير مسكون خالٍ من ساكنيه، ولم يذكر في هذه الآية أنّه أملى لهذه القرى؛ لأنّه قال تعالى في الآية السّابقة:{فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}.