للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ١٦]

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}:

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ}: الواو استئنافية، ما النّافية، خلقنا السّماء والأرض: والخلق: بالنّسبة إلى الله هو الخلق من العدم على مثال غير سابق، والخلق لغة هو التّقدير، وخلق السّموات والأرض من أعظم الآيات الكونيّة الدّالة على قدرته سبحانه وعظمة خلقه، والدّالة على وحدانيته، ومرَّت بأطوار مختلفة، ولمعرفة كيف تمّ الخلق، ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٢، ٢٩) والآية (٣٠) من نفس السّورة، وفصلت آية (٩-١٢).

{وَمَا بَيْنَهُمَا}: حيث يختلط الغلاف الغازي للأرض بمكونات السماء فيشكل طبقة فاصلة تعد جزءاً من السّماء بالكامل، ولا من الأرض لاختلاف تركيبها.

{لَاعِبِينَ}: أيْ: عبثاً، أو من دون فائدة، أو باطلاً، لاعبين: من اللّعب؛ واللّعب هو اللّهو الّذي يصرف صاحبه عن واجباته ويصبح عبثاً.

فالسّماء والأرض وما فيهنّ من مجرات وشموس، وأقمار، ونجوم، وكواكب، وجبال، وأشجار وغيرها لم يخلقها ربنا عبثاً، وإنّما هي آيات كونيّة تشهد بوحدانية الله تعالى، وتشهد على عظمة وقدرة الخالق، والكلّ مسخّر من الله لخدمة الإنسان ولصلاح الحياة على هذه الأرض، والكلّ يسجد ويسبّح الخالق.