{ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}: ثمّ: تفيد التّباين بين تغذية النّحل بالمواد السّكرية المصنعة من قبل الإنسان، وبين تركها تأكل من كلّ الثّمرات؛ أيْ: كلّ أنواع الزهور الّتي خلقها الله سبحانه لها، أو سخرها لها بلا حصر، أو تقييد، وهو الأفضل.
{فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}: فاسلكي: الفاء: للترتيب، والتّعقيب؛ اسلكي: من السّلوك؛ أي: الدّخول بسهولة ويُسر؛ أي: المسير في هذه السّبل الطرق، والمسالك، والمسارات الّتي سخرها الله سبحانه لها في رحلات الذّهاب والإياب بسهولة ويُسر، وأما لو قال ادخلي؛ الدخول فيه مشقة وصعوبة.
{ذُلُلًا}: أيْ: ذللها الله لك؛ الذُّلُل: جمع ذلول؛ أيْ: وطَّأها، ومهَّدها، وسهَّلها لك ربُّ العالمين.
{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}: الشّراب: هنا العسل بمختلف ألوانه، وأنواعه؛ منه ذو اللون الأصفر، والأحمر المصفر، والعنبري اللون، والأصفر الباهت، واللون الزّيتوني، والأبيض… وغيرها من الألوان، وله أسماء مختلفة.
وكلمة شراب: جاء بصيغة النّكرة؛ لتدل على أنّ هناك أنواعاً مختلفةً من الشّراب، أو الأشربة إضافة إلى العسل، وكلمة بطونها تشير إلى مكان تشكل العسل في النّحلة؛ أيْ: في معدتها الّتي تقع في بطن النّحلة.
{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}: كلمة شفاء: نكرة ليشمل الكثير من أنواع العلاج، والشّفاء؛ ففي العسل شفاء للأمراض الجلدية، والجروح، والأمراض التّنفسية والتهاب القصبات، والرّبو، والأمراض الأخرى مثل القرحة، وأمراض الكبد.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}: إنّ في ذلك: ارجع إلى الآية (٦٧) من نفس السّورة.