{وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ}: وهل أُكرهوا على السّحر، أم هم فعلوه غير مكرهين، وبإرادتهم؟
أكرهوا: حين بعث لهم فرعون جنوده: {وَابْعَثْ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ}[الشّعراء: ٣٤]؛ فهم أكرِهوا على القدوم والحضور من كلّ المدن، وبعد حضورهم وقدومهم على فرعون قالوا: إنّ لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين؟ قال: نعم، وإنّكم لمن المقربين. هنا في هذه المرحلة لم يكونوا كارهين؛ فالإكراه حصل في أوّل الأمر.
{وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}: لها عدّة معانٍ:
الأوّل: الله خيرٌ من فرعون، وأبقى منه؛ لأنّه حي قيوم باقٍ لا يزول ملكه وحكمه، بخلاف فرعون أو قومه.
الثّاني: ثواب الله تعالى خير وأبقى من ثواب فرعون الزّائل.
الثّالث: أو عذاب الله أبقى وأدوم من عذاب فرعون، رداً على قول فرعون:{وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى}[طه: ٧].