{الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ}: أي: أصروا على عدم التوبة، وماتوا، وهم في حالة الكفر. ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة لمزيد من البيان.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة للبعد.
{عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ}: عليهم خاصة، أو عليهم حصراً؛ لأنه قدَّم الجار والمجرور على لعنة الله، ولم يقل أولئك لعنة الله عليهم، ولعنة الملائكة، والناس أجمعين، تعني بالدعاء عليهم باللعن.
{أَجْمَعِينَ}: للتوكيد، وهذا اللعن، أو الدعاء عليهم باللعن يكون يوم القيامة حيث يلعن الله الكافر، ثم تلعنه الملائكة، ثم النّاس أجمعين.
وإذا قارنا الآية (١٥٩) من سورة البقرة، مع الآية (١٦١) نجد الآية (١٥٩) من سورة البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}: تعني: اللعن عليهم يتم في الحياة الدّنيا؛ أي: هم ما زالوا أحياء.
وأما الآية (١٦١) من سورة البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}: تعني: اللعن عليهم يتم يوم القيامة، أو في الآخرة من قبل الله سبحانه، والملائكة، والناس أجمعين.
وقوله:{وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}: وبما أنّ الكافر هو من جملة النّاس فهو إذن سيلعن نفسه، أو هو يلعن الظالمين والكافرين، ومن يلعن الظالمين والكافرين، وهو منهم، فقد لعن نفسه، كما قال تعالى:{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا}[العنكبوت: ٢٥].
ولمعرفة معنى النّاس، ارجع إلى الآية (٢١) من نفس السورة.