للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يوسف [١٢: ٩٠]

{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِى قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}:

{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ}: أيْ: قال إخوة يوسف ليوسف: أإنك لأنت يوسف: استفهام تقريري أكَّدوه بـ (أإنك): بأن، وكذلك باللام في (لأنت): استفهام تقريري مشرب بالتّعجُّب، والفرح بنجاحهم في العثور على يوسف؛ فردَّ عليهم يوسف:

{قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِى}: قال أنا: للتأكيد، وأضاف كلمة يوسف، وهذا أخي أخرج لهم بنيامين، ولم يقل: أنا هو، وهذا أخي؛ لأنّ القاعدة: الاسم الظّاهر أقوى من الضّمير؛ إذن سؤالهم جاء بالتّوكيد؛ فكان الرّدُّ عليه كذلك بالتّوكيد.

{وَهَذَا أَخِى}: وهذا: الهاء: للتنبيه، وذا اسم إشارة للقرب، وفيه معنى التّعظيم، أو هذا أخي عرفته كما عرفتكم، وأنتم لم تعرفوني حين دخلوا {عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [آية: ٥٨] من نفس السورة.

{قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا}: قد: للتحقيق، والتّوكيد، وأدخل أخاه في النّعمة، والمنِّ، من ناحية التّقوى، والأمان، والصّبر.

{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}: إنّه: للتوكيد.

{مَنْ}: استغراقية تشمل كلَّ من يَتَّقِ، ويصبرْ (جمع بين التّقوى والصّبر) {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: ٢].

{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}: فإن: الفاء: للتوكيد.

{لَا يُضِيعُ}: لا: النّافية.

{أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}: جزاء، أو ثواب المحسنين. ارجع إلى الآية (١١٢) من سورة البقرة.

وقدَّم التّقوى على الصّبر؛ لأنّ التّقوى أهم من الصّبر؛ فالصّبر من دون تقوى لا جدوى له، والصّبر يعين على التّقوى.