{اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}: أي: التّسلق، والصّعود عليه؛ لأنّه أملس ناعم، والعبور إلى الجهة الأخرى.
{وَمَا اسْتَطَاعُوا}: ما: النّافية؛ تكرار ما: لزيادة النّفي، وفصل نفي النّقب عن نفي التّسلق عليه، أو كلاهما معاً، وأضاف تاء الافتعال في عملية النّقب؛ أي: كلّ من حاول التّسلق عليه، أو نقبه فشل أمثال قبيلة يأجوج ومأجوج.
{لَهُ نَقْبًا}: أي: وما استطاعوا خرقه، أو إحداث نقب فيه من صلابته، وسماكته؛ لكونه مصنوع من زبر الحديد والقطر (النحاس).
وإذا تأملنا هذه الآية: نجده استعمل كلمة اسطاعوا، واستطاعوا: حذف التّاء في الأولى، ثمّ جاء بها في الثّانية، وتعليل حذف التّاء، ثمّ الإتيان بها؛ ليتناسب مع الفعل؛ فهو قد استعمل اسطاعوا بحذف التّاء؛ ليتناسب مع فعل عدم القدرة على التّسلق، أو الصّعود على السّد، وهو الفعل الأخف، أو الأقل مشقة من النّقب، وجاء بالتاء في استطاعوا؛ ليتناسب مع الفعل الأقوى، أو الأثقل: وهو النّقب مقارنة بالصّعود عليه.
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى؛ الصعود على السّد أهون من النقب؛ فاستعمل الفعل الأقل أحرفاً (اسطاعوا): للصّعود، ومع النّقب استعمل:(استطاعوا): الأكثر أحرفاً؛ لأنّه أصعب، وأشق.