{نَذِيرٌ مُبِينٌ}: من الإنذار: وهو الإعلام والتّحذير والتّخويف، مبين: نذير لكلّ فرد منكم، وإنذاري بين واضح لا يخفى على أحد، ولا يحتاج إلى من يوضحه أو يبيِّنه.
وإذا قارنا هذه الآية من سورة الشّعراء:{إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}، مع الآية (٩) من سورة الأحقاف {وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}، نجد أنّ التّوكيد أشد في آية الشّعراء من آية الأحقاف، وذلك لئن آية الشّعراء جاءت في سياق دعوة نوح قومه إلى التّقوى وتوحيد الله تعالى، وفي مرحلة التّحدي بعد أن قالوا له: لئن لم تنتهِ يا نوح لتكوننَّ من المرجومين، وأمّا آية الأحقاف فجاءت في سياق الرّسول -صلى الله عليه وسلم- ومقام الدّعوة الهادئة، ولم يكن هناك تحدٍّ.