{فِى بُيُوتٍ}: ابتدأت الآية بالجار والمجرور (في بيوت) فلا بدّ من متعلق وهو النّور؛ أي: النّور في بيوتٍ أذن الله أن ترفع: تقام، والبيوت هي المساجد وهي بيوت الله في الأرض، والبيت ما أُعدَّ للبيتوتة، مكان للراحة، وهناك فرق بين البيوت العادية وبيوت الله، فالبيوت العادية توفّر الرّاحة الجسدية البدنية، وبيوت الله تعالى توفّر الرّاحة المعنوية النّفسية، الّتي هي أهم من الرّاحة الجسدية؛ أي: النور المركب في بيوت أذن الله أن ترفع فيها نور الإيمان، والقرآن، وحلقات العلم، ودراسة القرآن، وخطب الجمعة كل هذه الأمور نور على نور، وتشمل البيوت كذلك الصوامع، والبيع، والصلوات. ارجع إلى سورة الحج آية (٤٠).
{أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}: تبنى وتطهّر وتُصان. ولم يقل سبحانه أمر الله أن ترفع للعبادة.
{وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}: اسم الله سبحانه بالأذان والإقامة والصّلاة وقراءة القرآن، والدّعاء والذّكر والتّسبيح.
{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}: التّسبيح التّنزيه، تنزيه الله لذاته وصفاته وأسمائه من كل عيب ونقص وما لا يليق به، بالغدوّ: الغداة من طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، والآصال: جمع أصيل ما بين العصر وغروب الشّمس، فهي لا تخلو من ذكر الله.