{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ}: الواو استئنافية، لو شرطية.
{لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}: اللام لام التّوكيد والتّعليل، لجعل النّاس جميعاً على دين واحد وشريعة واحدة.
{وَلَكِنْ}: حرف استدراك.
{يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِى رَحْمَتِهِ}: أي يدخل هؤلاء الّذين اختاروا طريق الطّاعة والإيمان بالله وبرسله، في رحمته: في دينه ورحمته ويزيدهم هداية وتوفيقاً لطاعته.
{مَا لَهُمْ}: ما النّافية، لهم: لام الاختصاص والملكية، ما لهم في الآخرة من ولي ولا نصير.
{مِنْ وَلِىٍّ}: من استغراقية تعني: ما لهم أيُّ ولي، أيّ قريب يعينهم ويساعدهم ويتولى أمورهم.
{وَلَا نَصِيرٍ}: لا النّافية، نصير: ينصرهم من عذاب الله؛ أي ينقذهم أو يدافع عنهم أو يخفف عنهم أو يشفع لهم. وتكرار (لا) يفيد التّوكيد وفصل كلّ من ولي ولا نصير أو كلاهما معاً؛ أي لا هذا ولا ذاك ولا كلاهما معاً.
في هذه الآية لابد أن نذكر بأنّه حين يقول سبحانه: ما لهم من ولي ولا نصير؛ أي في الآخرة؛ لأنّه في الآخرة تنقطع الولاية والنصرة فلا داعي لذكر من دون الله، وحين يقول سبحانه ما لهم من دون الله من ولي ولا نصير هذه تعني في سياق الدّنيا.
وكذلك لا بدّ أن نقارن هذه الآية (٨) وهي قوله: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِى رَحْمَتِهِ} بالآية (٢٥) من سورة الفتح وهي قوله: {لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِى رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ}: في سورة الشّورى قدّم المشيئة على الرّحمة، وفي سورة الفتح قدّم الرّحمة على المشيئة. ارجع إلى سورة الفتح آية (٢٥) للبيان.