للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المائدة [٥: ١١]

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}:

نداء جديد للذين آمنوا، وتذكير لهم بنعمة خاصَّة، حصلت لهم.

أسباب النزول: القوم قيل: هم بنو النضير، همّوا بإلقاء رحى عظيمة من سطح أحد منازلهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عندما تآمروا على قتله، فجاء جبريل -عليه السلام- ، فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فانصرف -صلى الله عليه وسلم-، وباءت مؤامرتهم بالفشل.

وهناك من قال: إن هؤلاء القوم هم بنو ثعلبة، وبنو محارب، حينما حاولوا قتل رسول الله ببطن نخلة، حين قام -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العصر، فأخبر جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك.

وقيل: نزلت هذه الآية عندما حاول رجل من بني محارب قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم تحت الشجرة، وفشل في ذلك، والعبرة بعموم اللفظ، وليس بخصوص السبب.

{إِذْ}: ظرفية زمانية؛ بمعنى: حينئذٍ.

{هَمَّ}: الهم: هو حديث النفس؛ الذي يطرأ على فكر الإنسان، ولم يصل إلى درجة العزم.

{قَوْمٌ}: يعني: بنو النضير، أو بنو ثعلبة، أو بنو محارب، والقوم يعني: الرجال دون النساء أحياناً.

{أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ}: أن: للتوكيد، والبسط: هو مد اليد بالبطش، والفتك، أو الأذى.

{إِلَيْكُمْ}: ولم يقل: إليه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّ بسط اليد لإيذاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو بسط اليد إلى المؤمنين كافة.

{فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ}: أيْ: منع أيديهم أن تصل إليكم (كناية عن عدم القتل)، وتشمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة.

وعصم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعصمكم من الأذى والقتل، وهذه نعمة من نعمه عليكم.

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}:

{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: ارجع إلى الآية (٢) من نفس السورة.

{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}: تقديم الجار والمجرور: {وَعَلَى اللَّهِ}: تفيد الحصر؛ أي: التوكل، لا يكون إلا على الله وحده؛ لأنه هو الوكيل؛ أي: الكفيل بالخلق القائم بأمورهم، والكافي. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٨٩)؛ لمزيد من البيان.