{يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ}: أيْ: يحل بكم النّعاس كأنّه غشاء، أو غطاء؛ أيْ: يتسرب إلى الدّماغ، أو جزء من الدّماغ، بينما لو قال: يغشاكم؛ يعني: يبقى محيطاً بكم من كل الجوانب، ولا يتسرب إلى داخلكم.
{أَمَنَةً مِّنْهُ}: أمنة: تعني: زوال الخوف الكافي الّذي مكنهم من النوم، والأمنة: من الأمن (بعض الطمأنينة)، والفرق بين الأمن، والأمنة: الأمن: يعني: الأمن التام، الكامل. أما الأمنة؛ فتعني: بعض الأمن.
{مِّنْهُ}: من الله عزَّ وجلَّ رحمة ربانية وسكينة ليزيل الخوف عن قلوبكم. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٥٤) لمزيد من البيان.
{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}: ماء المطر.
{لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}: اللام: للتعليل، والتّوكيد، يطهركم به: لكي تستعملونه في الوضوء، والغسل.
{وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}: وليربط: الواو: عاطفة، ليربط: اللام: للتوكيد، يربط على قلوبكم: أيْ: يجعلها صابرة ثابتة باليقين، والصّبر، وعدم الفرار من أرض المعركة، وانتظار النصر.
{وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}: أي: المطر إذا نزل على الأرض الرّملية جعلها متماسكة؛ «أيْ: يجعل الرّمل متماسك»، فلا تغوص الأقدام، والمطر كذلك يمنع هبوب الرّمل والغبار؛ مما يساعد على الرّؤية، ولم ينزل المطر على عدوهم، أو النعاس.
فبذلك وفَّر الله سبحانه لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة كل عناصر النصر؛ مثل: النعاس، وإنزال المطر، الماء للشرب والطهارة، ويثبت به الأقدام، وإنزال الملائكة، وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم؛ فما عليهم إلا الصبر، واليقين بنصر الله القادم.