{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ}: ارجع إلى الآية (١٢٤) من سورة التّوبة.
{نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ}: هنا حذف يقولون؛ لأنّه مفهوم من السّياق؛ نظر بعض المنافقين إلى بعض: قائلين هل يراكم من أحد من المؤمنين. من: استغراقية؛ تعني: أيّاً من المؤمنين، وقد تعني: نظر بعضهم إلى بعض من دون أن يقولوا شيئاً، واستعملوا لغة العيون؛ كالغمز، وغيرها من الحركات؛ خوفاً من أن يسمعهم المؤمنون.
{هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ}: هم يريدون الهرب، والتّسلل؛ لوذاً: خوفاً من أن يفتضح أمرهم؛ فهم في خوف دائم؛ فهم يسألون؛ هل: للاستفهام؛ يراكم من أحد من المؤمنين.
{ثُمَّ انصَرَفُوا}: ثم: للترتيب الذّكري، أو ترتيب الأحداث، ثمّ انصرفوا من مجلس، أو مكان نزول السّورة من دون الاستماع إليها، أو بيانها؛ فهم قد دخلوا بالكفر، وهم قد خرجوا به.
{صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}: عن الهدى، والإيمان، والرّشد؛ فهذا دعاء عليهم بالخذلان.
{بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}: الباء: للتعليل، والإلصاق؛ لا: النّافية؛ يفقهون: الفقه لغةً: الفهم، واصطلاحاً: هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية القرآن والسنة والإجماع والقياس وغيرها؛ أي: لا يفهمون ما يسمعونه، ولا يتدبرونه، ولا يفهمون قيمة الإيمان، ولا يريدون أن يتعلموا بأنفسهم، أو من غيرهم.