للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحاقة [٦٩: ١٦]

{وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}:

وأما ما يحدث للسماء حين تقوم الساعة، فهو المور {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: ٩]، ثم الانشقاق والانفطار، كقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ} [الانفطار: ١]، وقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ} [الانشقاق: ١]، وقوله: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ} [المرسلات: ٩]، ثم تصبح واهية، ثم وردة كالدهان، وتطوى كما قال تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧]، ثم يخلق سبحانه سموات جديدة.

{وَاهِيَةٌ}: ضعيفة غير متماسكة بعد أن فقدت قواها الجاذبية والمغنطيسية والكهربائية بعد أن كانت محكمة كما قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: ٤٧]، ولذلك سبحانه ذكر كلمة انشقت في عدة آيات ليدل على شدة تماسك وبناء السموات بقوة التي وصفها سبحانه {وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق: ٦]، ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أو فطور، ويومئذ تفتح السماء فتكون أبواباً، كما قال تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا} [النبأ: ١٩]، أيْ: طرقاً ومسالك لنزول الملائكة.