{عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ}: هؤلاء: الهاء: للتنبيه، أولاء: اسم إشارة يعود على الآيات التسع.
{إِلَّا}: إلا: أداة حصر.
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: هو وحده الّذي أنزلها.
والسؤال: هل علم فرعون، وأدرك أن هذه الآيات هي من عند الله تعالى؟
الجواب: كما قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- : نعم؛ أي: علم، ولكنه أبى، واستكبر؛ لقوله تعالى:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}[النحل: ١٤].
{بَصَائِرَ}: آيات وحججاً واضحة، وبينات تدل على الخالق واجب الوجود، الإله الحق، وتدل على وحدانيته، وقدرته، وعظمته، وأنه هو الّذي يستحق العبادة.
{بَصَائِرَ}: جمع بصيرة؛ أي: آيات يُرى من خلالها، أو يتضح الحق من رؤيتها، ويُبصر الإنسان الأمر، أو الشّيء الّذي كان لا يعلمه؛ أي: تفتح الأبصار، والقلوب إلى رؤية الحق، والاهتداء للوصول إلى الإله الحق. ارجع إلى سورة الجاثية آية (٢٠) لمزيد من البيان في بصائر.
{يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}: المثبور: الهالك، أو الممنوع من الخير، ومثبوراً: اسم مفعول من فعل: ثبر.
وكأن الله سبحانه أطلع موسى على مصير فرعون، وأنه هالك عن قريب، وكأن قول موسى لفرعون:{وَإِنِّى لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}: ردٌّ على قول فرعون لموسى: {إِنِّى لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا}.