للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس [١٠: ٧٢]

{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}:

{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ}: فإن: الفاء: للتوكيد؛ إن: شرطية تفيد الاحتمال، أو الشّك.

{تَوَلَّيْتُمْ}: التولي: الابتعاد، أو أعرضتم عما جئتكم به، ولم تقبلوا دعوتي؛ فلن أسألكم عليه من أجر.

{فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ}: فما: الفاء: للتوكيد.

{سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ}: من أجر: من: استغراقية؛ للنّفي المطلق، وتفيد التّوكيد، من أيِّ أجر مهما كان نوعه، والأجر: الجزاء على العمل وهو المال، والجمع: أجور، والأجر الّذي يطلبه هو الثّواب من الله، ولا يعني: المال، أو المتاع.

{إِنْ أَجْرِىَ}: إن: نافية، وتعني: ما أجري، وإن: أكثر توكيداً للنفي من: ما.

وفي سورة هود قال: {لَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا}، الأجر: أعم من المال؛ فهو يشمل المال، وغير المال؛ مثل: التّمر، والزّرع، والحب، أمّا المال: فهو نوع من الأجر، والذي يطمع به نوح، وغيره من الأنبياء: هو الثّواب؛ الّذي هو أفضل من الأجر، والمال.

{إِلَّا عَلَى اللَّهِ}: إلا أداة حصر. على الله: وحده.

{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: وأمرت: من ربي أن أكون من المسلمين، ولم يقل: أوّل المسلمين؛ لأنّ هناك من أسلم قبله لله؛ من المسلمين الموحدين المطيعين المنقادين لأوامر الله، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٦٣) من سورة الأنعام وهي قوله تعالى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} فقد تعني: أول المسلمين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد تعني: أول المسلمين درجة، والآية (١٠٤) من سورة يونس، وهي قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} والإيمان أعلى درجة من الإسلام.