سورة النور [٢٤: ٢٧]
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}:
سبب النّزول: كما ذكر الواحدي في (أسباب النّزول): جاءت امرأة من الأنصار فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد لا والد ولا ولد، فيأتي الأب فيدخل عليَّ، وإنّه لا يزال يدخل عليَّ رجل من أهلي وأنا على تلك الحال فكيف أصنع؟ فنزلت هذه الآية.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد بتكليف جديد للذين آمنوا.
{لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى}: لا تدخلوا: لا النّاهية.
بيوتاً: جمع بيت، والبيت من: بات، يبيت؛ أي: يقضي الليل فيه نام أم لم ينم، ويمكن أن يكون غرفة أو خيمة أو مسكناً، وكل بيت مسكن.
ارجع إلى سورة القصص آية (٥٨) لمزيد من البيان.
{تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}: الاستئناس: يسبق الاستئذان ويدل على طلب الأُنس، والسِّين والتّاء تدلان على الطّلب؛ أي: اطلبوا الاستئناس أوّلاً، والإذن ثانياً، والمقصود بالاستئناس أن يُعلم أو يخبر أصحاب الدّار أنّه سيزورهم مثلاً، وفي أيّ زمن، وهل ذلك الزّمن مناسب لهم وغير محرج أو مزعج لهم وليس فيه تطفّلٌ عليهم، أو مفاجأة لهم أو حرج.
الاستئذان: لا يدخل بيتاً آخر حتّى يستأذن أهل البيت فيؤذن له، وتسلّموا على أهلها: يسلّم على أصحاب الدّار أو البيت بالسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
{ذَلِكُمْ}: ولم يقل ذلك: (ذلكم) تشير عدة أمور: إلى الاستئناس والسلام، و) ذلك) تشير إلى أمر واحد، و) ذلكم) فيها توكيد.
{خَيْرٌ لَّكُمْ}: أفضل من الدّخول فجأة وبدون استئناس واستئذان.
{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}: لعل للتعليل، تذكرون هذه الآداب: آداب دخول بيوت الغير ـ بسرعة وعدم نسيانها ـ.
ولم يقل لعلكم تتذكرون؛ أي: لا تحتاجون إلى زمن طويل.
سورة النّور [الآيات ٢٨ - ٣١]