{يَاأَيُّهَا النَّاسُ}: نداء إلى النّاس جميعاً (الإنس والجن) الثّقلين استعمل فيها ياء النّداء للبعد والهاء في أيّها للتنبيه.
{اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}: باللسان والطّاعة وتجنب المعاصي وغيرها من وسائل الذّكر أي: الشّكر، أي: اشكروا نعمة الله عليكم مثل نعمة الدّين والإسلام والأمن والعافية والعلم والأهل والرّزق وغيرها من النّعم.
{هَلْ}: استفهام يفيد التّقرير والنّفي والتّحدي، ولم يأت بالآية بصيغة الخبر كقوله تعالى: يا أيّها النّاس الله الّذي خلقكم ويرزقكم من السّماء والأرض وإنما استعمل هل للاستفهام؛ لكي يأتي الرّد أو الإجابة على السّؤال من السّامع نفسه، والإجابة تعني الإقرار، والإقرار يعني: إقامة الحُجَّة عليه وتعني النّفي أيْ: ما من خالق غير الله وتعني التّحدي، ومن: الاستغراقية.
إن كان لكم خالق غير الله فأين هو:
{مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}: والجواب لا، فهو وحده الخالق والرّازق من السّماء والأرض، وبما أنّه لا يوجد غيره فهو سبحانه الّذي يستحق العبادة والشّكر.
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}: ارجع إلى سورة البقرة الآية (٢٥٥) للبيان.
{فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}: أنى لها أربعة معان كيف تؤفكون، من أين تؤفكون، وللتعجب، والاستفهام أقوى من كيف، تؤفكون: مشتقة من أفكه عن الشّيء، أيْ: صرفه عنه أو قلبه، أيْ: كيف تصرفون عن الإيمان بالله تعالى وتوحيده وطاعته إلى عباده وطاعة غيره بقصد وتعمد، أو كيف تصرفون عن الحق إلى الباطل، تؤفكون من الإفك هو الكذب المتعمد، أو كيف تصرفون خلق الله ورزق الله وتجعلونه لغيره، ثمّ يحث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصّبر والتّأسي بالرّسل الآخرين.