{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ}: هذا الفرن النووي العملاق من ذرات الهدروجين أخف العناصر، وأقلها بناءً، ثم أحدث تفاعلات كيماوية أدت إلى تشكل غاز الهليوم، والّذي أعطى للشّمس درجة حرارية تعادل (١٥ مليون درجة مئوية) في قلبها، و (٦ آلاف درجة) على سطحها، وجعلها مصدراً للضوء والطاقة، والحساب الزمني.
{وَالْقَمَرَ}: سخر القمر لنا لنحدد به اليوم والأسبوع والشهر، وكذلك السنة القمرية الّتي هي أقل من السنة الشّمسية بـ (١١ يوم)، وكذلك يؤثر على الأرض بعملية المد والجزر؛ ففي ظاهرة المد الّتي تصاحب مرحلة البدر، والمحاق يصل المد إلى أقصى ذروته نتيجة لوقوع الشّمس والقمر في جهة واحدة، والتي تصاحبها ارتفاع تدريجي في منسوب المياه في البحار والمحيطات أمّا في ظاهرة الجزر يحدث انخفاض في منسوب مياه البحار، والمحيطات، وكذلك لا ننسى نور القمر الّذي ينير لنا ظلمة الليل… وغيرها من الفوائد.
{دَائِبَيْنِ}: مثنى دائب: دائم في الجري، والحركة، والتّعاقب، والإنارة؛ فالشمس تجري حول مركز المجرة بسرعة (٢٢٠كم/ ثانية) لتكمل دورتها في (٢٥٠ مليون سنة)، وتجري في الفضاء نحو نجم النسر، أو سولر ايبكس بسرعة (١٩كم/ ثانية)، وكذلك تجري حركة مدارية قدرها (١٥٠ ميلاً بالثانية). والقمر يجري حول الأرض ويتم دورته في (٢٧, ٣ يوماً)، ويجري بشكل محوري حول نفسه.
{وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ}: فهما آيتان من آيات الله الّتي تشير إلى كروية الأرض، ودورانها حول محورها، وحول الشّمس الّذي يؤدي إلى تبادل الليل والنّهار الضروريين لاستقامة الحياة على الأرض.