لم يأت بضمير الفصل (هو) في هذه الآية؛ لأنّه سبحانه وحده الّذي يحيي ويميت، ولا يشاركه أحد في هذه الخاصة أو يدعي أنّه يحيي ويميت، وفي هذه الآية عطف الإحياء (يحيين) على الموت (يميتني) بحرف ثمّ الّتي تدل على التّراخي في الزّمن، بينما في الآية (٨٠) عطف الشفاء (يشفين) على المرض (مرضت) باستعمال الفاء الّتي تدل على المباشرة والسرعة؛ لأن الشّفاء يعقب المرض بلا زمان فاصل. بينما الآية (٧٩) عطف الإسقاء (يسقين) على الإطعام (يطعمني) باستعمال الواو الّتي هي لمطلق الجمع وتقديم الطّعام على الشراب جائز.
وانتبه إلى قوله: وإذا مرضت فهو يشفين: نسب إبراهيم المرض إلى نفسه تأدباً مع الله سبحانه رغم أنّ الله سبحانه هو الّذي يُمرض ويشفي والحقيقة أنّ كثيراً من الأمراض بسبب التّفريط في الطّعام والشّراب وعدم الوقاية واتباع الوصايا الصّحية لمنع انتشار العدوى، واستعمل إذا الشّرطية الّتي تدل على حتمية الحدوث وبكثرة.
وزيادة الياء في يميتني تدل أو تفيد التخصص (الموت ينتهي بالبعث) والإمامة: تكون من فعل الله تعالى ومن فعل غيره بينما يحين بحذف الياء تدل على فعل الله وحده – لا يشاركه أحد فيه وفيه معنى الاستمرار.