للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يس [٣٦: ١٣]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}:

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا}: ضرب المثل: أسلوب لتوضيح أمر ما أو مسألة ما حتّى تتبين الحقيقة؛ أي: بين لهم واذكر لهم، والمخاطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لهم مثلاً: لكفار مكة، اضرب: لهؤلاء الّذين كذبوك وكفروا بالله وتطيّروا بك وكذبوك أنّهم مثل أصحاب القرية، قل لهم: مثلكم مثل أصحاب القرية، وصِف لهم ما حدث لأصحاب القرية.

{الْقَرْيَةِ}: تعني أهل القرية والدّيار معاً ورغم أنّ القرية جاءت معرّفة بأل التّعريف، لم يبين الله سبحانه اسم القرية والزّمن ومن هم المرسلون، فكل ذلك لا يهم والمهم ما حدث بين أصحاب القرية والرّسل الثّلاثة.

مع العلم أن بعض كتب التّفسير ذكرت أنّ القرية كانت أنطاكية وبعد زمن عيسى -عليه السلام- ورفعه إلى السّماء وذكرت أسماء المرسلين.

{إِذْ جَاءَهَا}: ولم يقل أتاها المجيء فيه بعض المشقة والصّعوبة؛ لأنّ أهلها معاندون ومكذبون، إذ: ظرفية بمعنى حين.

{جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}: ولم يقل جاءهم المرسلون، جاءها تعني جاء إلى القرية، المرسلون: يظهر أنّهم ليسوا من أصحاب القرية، ويظهر أنّها قرية كبيرة؛ لإرسال ثلاثة رسل وليس هناك دليل قاطع على أنّها أنطاكية، وقيل: كانت هذه القصة قبل مجيء أو في زمن عيسى ابن مريم.

جاءها المرسلون ليدعوا أهلها إلى عبادة الله وحده (إلى التّوحيد والإخلاص وترك الشّرك).