المناسبة في الآية السّابقة أن الله يبسط الرزق لمن يشاء، فجاءت هذه الآية (فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل)؛ لكي تحثّ مَنْ بسط الله رزقه على الإنفاق في سبيل الله؛ ليكون من المفلحين.
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}: ارجع إلى سورة الإسراء آية (٢٦) للبيان.
والفاء في (فآت): للتوكيد، وتعني: تَنبَّه أيها العبد فآت ذا القربى.
{ذَلِكَ خَيْرٌ}: ذلك اسم إشارة يفيد البعد ويشير إلى إيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل، خير: أفضل وأنفع وأحسن.
{لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ}: اللام لام الاختصاص، لمن يقصدون بإيتائهم وجه الله: مرضات الله وثوابه ورضوانه؛ أي: لا يريدون سمعة ولا رياءً ولا شهرة إلا الإخلاص والإيتاء لوجه الله فقط.
{وَأُولَئِكَ}: اسم إشارة، واللام للبعد والكاف للخطاب، تفيد العلو.
{هُمُ}: للتوكيد.
{الْمُفْلِحُونَ}: الفائزون بالجنة والناجون من النّار. ارجع إلى سورة البقرة آية (٥) للبيان.
ثم ذكر نوعين من الإيتاء: الإيتاء الأول المحرّم أو القبيح وهو: الربا، وأما الثاني فهو الحسن والمقبول وهو: الزّكاة.