{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِى بَنَوْا}: أيْ: مسجد ضرار رغم هدمه، وأصبح مكان للقمامة، وسمّاه بنياناً، وليس بناءً؛ لأن ذكره سيدوم قروناً طويلة، وستذكره الأجيال على كونه ليس له قدسية؛ كاللعبة، ولم يكن بنائه على تقوى، ورضوان من الله تعالى.
والبنيان قد يعني: بناءً تاريخياً ثابتاً، لا يتغيَّر، ويدوم قروناً طويلة؛ مثل: الأهرامات، والأبنية الأثرية.
{رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ}: موضع شكٍّ، واتِّهام من أن يصيبهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء بسبب ما بنوا، أو موضع غيظ، أو ارتياب بسبب هدمه، أو مصدر للشك، والرّيبة الدّائمة في قلوبهم، وسيظل أثره في قلوبهم.
{إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}: أن يموتوا، والقلوب لا تنقطع إلا بالموت حزناً وأسفاً، وقال تعالى:{تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}، ولم يقل: تتقطع، تقطّع فيها مبالغة في التّمزق، والتّقطع، وإلا بمعنى: حتّى.
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}: ارجع إلى الآية (١٠٦) من سورة التّوبة.