للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأحزاب [٣٣: ١٥]

{وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْـئُولًا}:

{وَلَقَدْ}: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.

{كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ}: قيل: من قبل غزوة الخندق، وكان ذلك يوم غزوة أُحد، أو بعد بدر الكبرى قالوا ذلك (أيْ: من فاتهم بدر): والله لئن شهدنا قتالاً لنقاتلنَّ معك، وقيل: كان ذلك في بيعة العقبة حين عاهدوا الرّسول على النّصر والمؤازرة.

{لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ}: لا النّافية، والنّون في يولون للتوكيد أيضاً.

لا ينهزمون من أرض المعركة، وكنى عن الفرار والانهزام بتولي الأدبار؛ لأنّ المنهزم الفارَّ يولي دبره، ولم يقل: ظهره للتوبيخ والتّبكيت الشديد.

{وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْـئُولًا}: العهد هو وعد مع شرط، أيْ: مطلوباً من صاحبه بالوفاء ومحاسب على تركه فهم نقضوا عهدهم حين سألوا رسول الله بالإذن لهم بالرّجوع إلى بيوتهم بحُجَّة أنّ بيوتهم عورة وما هي بعورة.