{كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ}: قيل: من قبل غزوة الخندق، وكان ذلك يوم غزوة أُحد، أو بعد بدر الكبرى قالوا ذلك (أيْ: من فاتهم بدر): والله لئن شهدنا قتالاً لنقاتلنَّ معك، وقيل: كان ذلك في بيعة العقبة حين عاهدوا الرّسول على النّصر والمؤازرة.
{لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ}: لا النّافية، والنّون في يولون للتوكيد أيضاً.
لا ينهزمون من أرض المعركة، وكنى عن الفرار والانهزام بتولي الأدبار؛ لأنّ المنهزم الفارَّ يولي دبره، ولم يقل: ظهره للتوبيخ والتّبكيت الشديد.
{وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْـئُولًا}: العهد هو وعد مع شرط، أيْ: مطلوباً من صاحبه بالوفاء ومحاسب على تركه فهم نقضوا عهدهم حين سألوا رسول الله بالإذن لهم بالرّجوع إلى بيوتهم بحُجَّة أنّ بيوتهم عورة وما هي بعورة.