للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الملك [٦٧: ١٠]

{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ}:

{وَقَالُوا}: أي: الكفار.

{لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ}: لو: شرطية، كنا نسمع في الدّنيا سماع فهم وتدبُّر، نسمع ما جاءت به رسلنا أو نُذرنا من آيات ووعد ووعيد.

{مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ}: ما: النّافية، كنا: أي: الآن، في: ظرفي مكانية.

ولو قالوا: ما كنا من أصحاب السعير، وليس في أصحاب السّعير فقد يعني: أنّهم ليسوا الآن في داخل جهنم، ويمكن أن يلحقوا بأصحاب السّعير بعد زمن، فهناك اختلاف كبير بين حرف من وفي، مثال: فلان في المدينة: أيْ: هو الآن في المدينة، فلان من المدينة: أيْ: هو من أهل المدينة وهو الآن خارج المدينة، أو نعقل: أو هنا بمعنى واو (العطف) أيْ: لو كنا نسمع ونعقل ولا تعني التّخيير؛ لأنّ السّمع من دون العقل لا فائدة منه، والعقل يحتاج إلى السّمع، نعقل: نفهم أو نتدبَّر أو نفكِّر، فهم نفوا عن أنفسهم وسائل الهداية؛ السّمع والعقل معاً.

في أصحاب السّعير: أصحاب السّعير: سُمُّوا أصحاب السّعير (النّار الملتهبة، أي: المسعرة) لصحبتهم الدّائمة لها كأنّهم أصبحوا أصحابها ملازمين لها، أيْ: مالكوها كما نقول: أين صاحب الدّار، وقدَّم السّمع على العقل: لأنّ المدعو إلى الشّيء يسمع كلام الدّاعية أوّلاً، ثمّ يفكِّر فيه.