للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة محمد [٤٧: ٢٥]

{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}:

بعد أن نهى الله عن الإعراض عن القرآن وأمر بتدبر القرآن وتفهمه، ينذر الّذين ارتدوا عن دينهم إلى الكفر بإحباط أعمالهم وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند الاحتضار، أو في يوم القيامة.

{إِنَّ}: للتوكيد.

{الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم}: قيل: هم الّذين كفروا بعد إسلامهم وإيمانهم، وقيل: هم اليهود الّذين كانوا يؤمنون بالنّبي القادم، فلما تحققوا أنّه هو الموصوف في كتبهم كفروا به، وقيل: هم المنافقون الذين ارتدوا بسبب الشّيطان سوَّل الذي لهم وأملى لهم.

{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى}: أي: كفروا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- بعد ما تبيَّن أنه هو النبي الموصوف. والهدى يعني الإسلام، أي: بعد ما تبيَّن لهم الدِّين الحق.

{الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ}: زين لهم الكفر (الباطل) وحسنه وحببه إليهم ليفعلوه.

{وَأَمْلَى لَهُمْ}: من الإملاء والتأخير، أي: الإبقاء، منَّاهم بطول العمر والأمل وسعة العيش، ولن يحاسبوا أو يعذبوا يوم القيامة.