سورة الأنعام [٦: ١٢]
{قُلْ لِمَنْ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}:
{قُلْ لِمَنْ}: اللام: لام الاستحقاق، أو الاختصاص. {لِمَنْ}: اسم استفهام تقريري.
{مَا}: للعموم، والشمول، العاقل وغير العاقل.
{السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: ما في السموات السبع نفسها، وما فيها من خلق الملائكة، والكواكب، والأقمار، والنجوم، والأرض نفسها بالطبقات السبع، وما فيها من خلق (جن وإنس)، ونباتات، وحيوانات، ومعادن، وكنوز.
{قُلْ لِلَّهِ}: وحده حكماً وملكاً، واللام في لله: لام الملكية، أو الاختصاص.
{كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}: قضى، وحكم على نفسه، تفضُّلاً منه وإحساناً، ليُعلم ويطمئن عباده، أنه هو أرحم الراحمين، وكتب فيها توكيد أكثر من حكم.
{لَيَجْمَعَنَّكُمْ}: اللام: للتوكيد، وكذلك النون في يجمعنكم: لزيادة التوكيد، إلى يوم القيامة، للحساب والجزاء، وقيل: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ}: في قبوركم إلى يوم القيامة.
{إِلَى}: تعني: الانتهاء.
أو {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}: تعني: في يوم القيامة؛ ليجازيكم على أعمالكم.
{لَا رَيْبَ فِيهِ}: تعني: الريب: أقوى من الشك، والريب: هو الشك، والاتهام، لا ريب فيه: في قدومه.
{الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: الذين: اسم موصول.
{خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ}: بالكفر، والشرك، والمعاصي؛ مما أدَّى إلى دخولها النار، وبذلك خسروا أنفسهم في كل زمان، ومكان، ولا تعني في الماضي فقط, وإذا نظرنا إلى الآية (٢٠) في نفس السورة نجد تشابه نهاية الآية (١٢) والآية (٢٠) وهي قوله تعالى: {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، وهذا ليس بتكرار، ولكن الآية (١٢) جاءت في سياق المشركين والكفار الذين لا يؤمنون بالبعث والحساب، والآية (٢٠) في سياق أهل الكتاب الذين يعرفون الرسول ولا يؤمنون به.
{فَهُمْ}: الفاء: سببية، هم ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد.
{لَا}: نافية.
{يُؤْمِنُونَ}: يصدِّقون بيوم القيامة، أو بالجزاء، والحساب، والبعث، ولا يؤمنون برسلهم، وما أنزل الله عليهم؛ أيْ: أن سبب الخسارة لأنفسهم أنهم: {لَا يُؤْمِنُونَ}.