للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشعراء [٢٦: ١٥٦]

{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ}:

{وَلَا}: النّاهية.

{تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ}: المس هو أخف حالات اللمس: مجرد اللمس، بسوء: الباء للإلصاق، بأيِّ سوء مهما كان، الباء باء التّعليل، سوء نكرة أيِّ سوء، والسّوء أعم من العقر، ويشمل كل أنواع السّوء.

{فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: فيأخذكم: الفاء: تدل على الترتيب والمباشرة، ويأخذكم من الأخذ؛ أي: بشدة، وعنف، ويعني: العقاب. فيحل عليكم عذاب يوم عظيم إذا اعتديتم عليها أو عقرتموها أو منعتموها، ففي الآية تهديد ووعيد. عذاب يوم عظيم: عظيم قد ترجع إلى اليوم أو إلى العذاب أو كلاهما. وفي الآية (٧٣) من سورة الأعراف قال تعالى: {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وفي الآية (٦٤) من سورة هود: {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}؛ نحن نعلم أن العذاب العظيم هو أشد وأفظع من العذاب الأليم، ففي آية الأعراف هددهم بالعذاب الأليم، وكان ذلك في بداية العصيان والتحدي لإيقاع الأذى بالناقة، وفي آية الشعراء هددهم بالعذاب العظيم بعد أن تمادوا بالعصيان والتحدي، وفي آية هود هددهم بالعذاب القريب بعد أن عقروا الناقة.