قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- : نزلت هذه الآية عندما اختصم فريق من يهود المدينة، وفريق من نصارى أهل نجران عند النّبي -صلى الله عليه وسلم-.
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَىْءٍ}: أي: ليست اليهود على شيء، من الدِّين الحق، والشيء هو أقل القليل، مع العلم أنّ كليهما من أهل الكتاب.
{يَتْلُونَ الْكِتَابَ}: أي: كلٌّ يتلو كتابه التّوراة والإنجيل، ويدَّعي أنه يؤمن بكتابه، ويصدق به، وبما أنّ التّوراة والإنجيل، يصدق كلٌّ الآخر، وليس في التّوراة ولا في الإنجيل أي شيء مما يزعمونه كلٌّ ضد الآخر، فإذا كانوا على مثل هذه الحال، فهم كالّذين لا يعلمون.
{كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ}: كذلك؛ تعني: حقاً مثل ما قالت اليهود، وقالت النصارى:{قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
السّؤال من هؤلاء الّذين لا يعلمون؟ قيل: هم كفار قوم نوح، وهود، وصالح، أو مشركو العرب خاصة.
وما الذي {لَا يَعْلَمُونَ}: لا يعلمون كتاباً، ولا إلهاً، ولا ديناً، أو قالوا: لستم على شيء من الدِّين.
{فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}: الفاء؛ للتوكيد، {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}: من الحكم بين الأنبياء، وأممهم، وبين الأمم المختلفة، يحكم من هو على الحق، ومن هو على الباطل.
{فِيمَا}: في ظرفية، ما: اسم موصول، بمعنى الذي، أو مصدرية.
{كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}: {فِيهِ}: من أمور الدِّين، والحق، والباطل.