{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ}: أي وأهلكنا قارون وفرعون وهامان، وقارون: أهلكناه بالخسف، خسفنا به وبداره الأرض؛ لبغيه في الأرض وكفره، وقدّم قارون على فرعون وهامان؛ لأنّه كان عالماً بالتّوراة وابن عم موسى وكان من المستبصرين أيضاً، ولكن كلّ ذلك لم ينفعه، وفرعون وهامان: أغرقناهما. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠٣) لمعرفة من هو فرعون (الأب رمسيس الثاني) أم الابن فرعون (الخروج)؟ ويبدو في هذه الآية أنه فرعون الخروج؛ أي: الابن، وارجع إلى سورة القصص آية (٦) للتعرف على هامان.
{وَلَقَدْ}: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق.
{جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ}: بالآيات التّسع والحجج الدّالة على قدرة الله وعظمته ووحدانيته، الباء للإلصاق والملازمة.
{فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ}: الفاء للتعقيب والمباشرة، استكبروا؛ أي: أظهروا تكبّرهم وعظم شأنهم فلم يؤمنوا بموسى وآياته بل طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، وقال فرعون: يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إله غيري.
{وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ}: ما النّافية، كانوا سابقين: جمع: سابق، من: سبق وتسابقا وسابقوا، والسّابق يقتضي مسبوقاً، فالله سبحانه سابق كلّ حي أو كائن؛ أي: لا يفوته شيءٌ ولا أحدٌ من العالمين بالهرب أو الإفلات من الحساب، أو البعث والجزاء والعذاب أو العقاب، فقارون وفرعون وهامان وغيرهم لم يكونوا فائتين من العذاب أو معجزين أو ناجين.