هذه دعوة نوح الثّانية والأولى كانت رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً أو هي تتمة دعاء نوح الذي دعا فيه رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، ثم قال: رب اغفر لي ولوالدي.
{رَبِّ اغْفِرْ لِى}: الغفر هو السّتر أي: استر ذنوبي وسيئاتي وامحوها ولا تعاقبني عليها؛ أي: بدأ بنفسه.
{وَلِوَالِدَىَّ}: قيل: كانا مؤمنين بدأ بنفسه، ثم بالدّعاء لوالديه، ثم لولده وعائلته, ثم استغفر لوالديه.
{وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا}: أي: داره أي: ولده وعائلته. وقيل: بيتي: مسجدي, ثم استغفر لمن دخل بيته مؤمناً؛ أي: من أسلم أو آمن من أهل بيته؛ لأن امرأته لم تكن مؤمنة.
ولا تعني كل من دخله من البشر؛ لأنّه قال بعد ذلك وللمؤمنين والمؤمنات أي: لكل مؤمن ومؤمنة.
{وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}: والمؤمنين تضم الذّكور والإناث كلا الجنسين، ثم عاد وذكر المؤمنات أي: عطف الخاص على العام للاهتمام والتّوكيد, فهو بدأ بالاستغفار من الأقرب إلى الأبعد.
{وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}: الواو عاطفة، لا النّاهية.
{تَزِدِ الظَّالِمِينَ}: المشركين.
{إِلَّا تَبَارًا}: إلا أداة حصر، تباراً: هلاكاً من تَبَره إذا أهلكه فاستجاب له ربه فأهلكهم بالطّوفان فلم يبقِ من الكافرين أحداً؛ تباراً: تناسب مع سبقها من القول وهو: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[الآية: ٢٦].