{وَيَسْـئَلُونَكَ}: الواو: هنا تدل على أن كفار مكة سألوا رسول الله عدة أسئلة وهي عن أصحاب الكهف، والساعة، وذي القرنين، ولو سألوه عن أمر واحد فقط لقال تعالى: يسألونك بدون واو. ارجع إلى الآية (٢١٥) من سورة البقرة؛ للبيان، أو سورة الإسراء، آية (٨٥).
{عَنْ ذِى الْقَرْنَيْنِ}: من هو ذي القرنين؟ غير معروف، وحسب أفضل الرّوايات كان ملكاً صالحاً عابداً لله، ولما سئل ابن عباس عن ذي القرنين قال: هو من حمير، وهو الصعب بن مراثد، وسمي ذي القرنين؛ أي: ذي الملك الواسع من المشرق إلى المغرب، فالمشرق قرن والمغرب قرن؛ أي: كناية عن ملكه الواسع؛ أي: المالك للمشرق والمغرب.
{قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا}: قل لهم يا محمّد: سأتلو: السّين للاستقبال القريب؛ أتلوا: من التّلاوة، وهي القراءة من كتاب الله (القرآن، أو الكتب المنزلة)، التّلاوة لا تكون إلا من الكتب المنزلة، والقراءة تكون من أي صفحة، أو كتاب ولها أجر.
{مِّنْهُ}: من هنا بعضية؛ أي: بعض أخباره، أو شأنه، وهم لا يسألون عن ذاته كشخص.
وجاء بصيغة المضارع؛ لاستحضار الصّورة الماضية إلى الحاضر؛ فيشاهدوا غرابة ما حدث، وهذا ما نسميه (حكاية الحال).