{وَتِلْكَ}: الواو: استئنافية، تلك: اسم إشارة، يشير إلى الحُجَّة التي احتج بها إبراهيم -عليه السلام- ، على وحدانية الله، من غياب القمر والشمس.
{حُجَّتُنَا}: الحُجَّة هي البرهان والدليل على ثبات أحد النقيضين أو الخصمين, وهنا تعني: الحُجة الدالة: على التوحيد، {آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ}: أيْ: علمناها إبراهيم، فغلب بها قومه.
{إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ}: قدَّم الحكمة على العلم، {حَكِيمٌ}: صيغة مبالغة من الحكمة، كثير الحكمة؛ فهو أحكم الحاكمين، وواهب الحكمة لمن يشاء من عباده. ارجع إلى الآية (١٢٩) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
{عَلِيمٌ}: صيغة مبالغة في العلم، أحاط علمُه بكل شيء، بما يقوله خلقه، أو يفعلونه، وما قاله إبراهيم لقومه.
عليم بما يجري في كونه؛ من تغيرات، وأحداث، و {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَلَا فِى الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ}[سبأ: ٣].
ولنقارن هذه الآية، بآية أخرى في سورة يوسف، رقم (٦): {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
قدَّم العلم على الحكمة؛ لأن آية يوسف جاءت في سياقه تعلم الأحاديث، {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}، فالعلم يحتاج إليه أولاً، والحكمة ثانياً، ولذلك قدَّم العلم على الحكمة.
أما آية سورة الأنعام (٨٣): فقد جاءت في سياق الحُجَّة والسلطان {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ}.
وإقامة الحُجَّة تحتاج إلى حكمة أولاً، وعلم ثانياً، ولذلك قدَّم حكيم على عليم؛ أيْ: حسب السياق.