المناسبة: بعد أن بيَّن الله سبحانه أحسن الأعمال وهي الدعوة إلى الله وبيَّن أهمية الصبر والصفح والعفو، يذكر بعض الآيات والأدلة على أنه هو الإله الحق الذي يجب أن يُعبد ووحدانيَّته وكمال قدرته.
{وَمِنْ آيَاتِهِ}: الواو استئنافية، من: ابتدائية بعضية، أيْ: بعض آياته الكونية الدالة على عظمته ووحدانيته وكمال قدرته، جعل الليل والنهار آيتين وأضاف هذه الآيات إليه فقال: ومن آياته، أيْ: نسبها إليه تشريفاً لها ولأهميتها في حياة الناس. واستعمال أل التعريف في الليل والنهار والشمس والقمر تدل على الدوام والكمال.
ارجع إلى سورة يونس آية (٥، ٦٧) وسورة الأنبياء (٣٣) للبيان.
{لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ}: لا: الناهية، تسجدوا: تعبدوا؛ أي: لا تعبدوا الشمس والقمر أمثال الصابئة وغيرهم.
للشمس: اللام لام الاختصاص وللقمر نفس ذلك.
وتكرار (لا): تفيد التوكيد بعدم فعل ذلك. وفصل كل منهما على حِدَةٍ، أو كلاهما معاً.
{وَاسْجُدُوا لِلَّهِ}: أي: اعبدوا الله وحده. لله: اللام لام الاستحقاق.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد المدح والتعظيم والإفراد.
{خَلَقَهُنَّ}: أي: الآيات الليل والنهار والشمس والقمر… وغيرها من الآيات، وليس فقط خلق الشمس والقمر، بل تعود خلقهن إلى كل الآيات المذكورة من قبل هذه الآية، وكذلك الآيات الأربع، والخلق لغةً: هو التقدير، واصطلاحاً: الإيجاد من العدم.
{إِنْ}: شرطية تفيد الاحتمال.
{كُنتُمْ إِيَّاهُ}: وحده. {تَعْبُدُونَ}: لتعريف العبادة ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣). وقدَّم الليل على النهار؛ لأن الليل (الظلام) هو الأصل.