للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الكهف [١٨: ٤٥]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقْتَدِرًا}:

{وَاضْرِبْ لَهُمْ}: ارجع إلى الآية (٣٢) من نفس السّورة.

{مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ}: شبه الله سبحانه حال الحياة الدّنيا في قصرها، وسرعة زوالها، وزهرتها، وبهجتها بحال النّبات الّذي ينزل عليه المطر من السّحاب.

{فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ}: فيختلط به تعود على ماء المطر حتّى يرتوي، ويخضر، وينمو، ويستغلظ، ويستوي على سوقه، ثمّ يهيج.

{فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة؛ أي: بعد أن يهيج، وينمو يذبل ويصفر، ويصبح يابساً تحطمه الرّياح، وتنثره؛ فيتلاشى، ولا يبقى له أثر، كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِى الْأَلْبَابِ} [الزمر: ٢١]، وهذا ما يحدث للإنسان في دورة حياته.

{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقْتَدِرًا}: مقتدراً: اسم فاعل من فعل: اقتدر الخماسي؛ مقتدراً: ذو القدرة العظيمة التّامة الكاملة الّذي لا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السّماء.